يشعر الانسان بالبرد مثلا ، فيتذكر اين وضع ملابسه الثقيلة ، او يبحث عن
الحطب ليشعل به النار ، أو يفكر باكتشاف وسيلة جديدة للتدفئة ، او غير ذلك .. كل
هذه العمليات عمليات عقلية سبقها الشعور بالبرد .. اذا الشعور اسبق من العقل ..
وإذا العقل خادم للشعور ..
يتضايق الناس شعوريا من زحام السيارات مثلا ، او من حوادثها ، فيبدأ العقل بالعمل على شكل قوانين مرور و إشارات و جسور .. إلخ .. محاولا ان يحل المشكلة الشعورية ..
الناس يتالمون من المرض ، ولهذا ظهر علم الطب .. الناس يتألمون من مشقة السفر ، ولهذا ابتكروا عالم المواصلات والاتصالات .. وهكذا ..
اذا الانسان تابع للشعور وليس تابعا للعقل ، هذا هو الاساس .. نعم احيانا نتبع العقل قبل ان نحس ، و ذلك اعتمادا على ان ذلك العقل مبني على الشعور ، فاذا اكتشفنا مخالفته للشعور ، تخلينا عنه و بحثنا عن حل عقلي اخر .. وهذا ينطبق على كل شيء .. من وسيلة مناسبة لطهو الطعام ، إلى ايديولوجية كاملة ..
ولو كان العقل هو الذي تتبعه البشرية ، لما تكرر تخليها وتغييرها له ، بل و معارضة الكثيرين له . فتجد المجتمعين لحل مشكلة الاختناقات المرورية مثلا او اي مشكلة ما ، متفقين على الاساس ، وهو وجود مشكلة ، وتتألم شعوراتهم منها ، لكنهم يختلفون على طريقة المعالجة ..
والدليل على ان الشعور هو الذي يحرك البشرية ، هو تغير الوسائل عبر الحضارات ، و بقاء نفس الحاجات ، كحاجة الامن وحاجة الراحة والبقاء .. إلخ . فالقدماء كانوا يبحثون عن وسائل تساعدهم في شؤون حياتهم ، و إن كانوا لم يعرفوا الكهرباء ولا القطارات ، ولكنهم استعملوا عقولهم لتحل لهم مشكلاتهم ، لكن الحاجة هي الحاجة .. اذا الشعور هو الدافع وهو السباق .. والعلم لم يتوقف يوما من الايام ، بمعنى ان العقل لم يتوقف ..
و بهذا صار لدينا نوعان من التعلم : تعلم قوي ، و تعلم ضعيف ..
التعلم القوي هو الذي بدافع الشعور مباشرة و يتجه إلى العقل ، اي يبدأ من الحاجة .. والتعلم الرديء ، هو ان يبدأ التعلم من العقل إلى الشعور .. على اعتبار ان هذا العقل منطلق من شعور ، وهذا ما هو واقع فيه التعليم الحديث ، اي على التعليم الضعيف ، الذي يحشر دماغ التلميذ بمسائل و قضايا و افتراضات لم تصل اليها حاجاته الشعورية ولا تشغل باله ، في حين يترك ما يشغل باله بلا اهتمام .. مما يضطره إلى الحفظ الابله .. والذي قلما يمسكه الشعور ، لأن الذاكرة مرتبطة بالشعور ..
لاحظ نفسك وأنت تقول : اريد ان افعل شيئا .. ما هو ؟ وكيف افعله ؟ هذا يحصل لنا دائما .. الأول شعور ، والبقية عقل و ذاكرة .. والعقل يعمل من خلال الذاكرة ، و من لا ذاكرة له لا عقل له ، والذكاء عبارة عن السرعة والدقة و سعة تحميل المعلومات والانتقال بها بين الذاكرة و الشعورات ..
والذاكرة يتحكم بها الشعور .. لاحظ في حالة النسيان ، يكون الشخص متأكد انه نسي شيئا ما ، ولكنه لا يعرفه ، و يبدأ بالتفكير والتذكر حتى يتذكر .. إذا فالشعور لا ينسى .. و كل شيء مرتبط بالشعور لا ينسى ، فلا أحد ينسى الاشياء التي يحبها .. حتى فاقدي الذاكرة ، فهو لم يفقد الذاكرة بالصورة التي تشير اليها اللفظة ، وإلا فسوف ينسى كيف ياكل ، و كيف يمشي .. كل المهارات لا يمكن نسيانها .. حتى العزف على البيانو
ليست كل المشاعر صعبة التحديد كما تتصور ، فالمجنون يحدد الكثير من مشاعره ، فيعرف انه جوعان ويعرف انه بردان .. الحيوان ايضا يعرف مثل هذه الاشياء ..
ثم عملية تحديد الشعور ، تحتاج إلى طلب من الشعور يوجَه إلى العقل .. فما الذي يدفعه لأن يحدد شعوره إلا شعوره نفسه و ليس عقله ؟ إذا الشعور هو المحرك للعقل ، والعقل خادم للشعور حتى في تحديد الشعور .. و كيفية ملؤه .. العقل لا يدفع إلى شيء .. بل المشاعر هي التي تدفع ..
إذا الشعور هو الاسبق دائما من العقل . والعقل آلة ، ونحن لا نشغـّل الآلة إلا إذا احتجناها بدافع شعوري ، والشعور هو "طاقة" العقل وبها يعمل ..
تصور الكون بلا وجود الإنسان العاقل الذي يحكم بوجوده وقيمته .. أوليس هو والعدم سواء بسواء ؟ العقل هو الذي يحكم بوجود الأشياء لا الإحساس فالحيوان ظل موجودا لآلاف السنين قبل الإنساس بإحساسه ولكنه لم ينتج علما ولا فلسفة .. ولذا إمتاز الإنسان عن الحيوان بدرجة .. ألا وهي نعمة العقل .
العقل من اين تكون وكيف تكون ؟ كله بدافع الاحساس .. اليست من صفات العبقري شدة و دقة الإحساس ؟ وليست آلية وبرمجية عقلية ؟.. عالم اللغة لا يعني علمه بها ان يكون شاعرا ، مع أنه متمكن منها عقليا .. وياتي شخص مستواه اللغوي عادي ، ولكنه يستطيع ان يحلق في سماء الادب والشعر .. و أولى عمليات الإستقصاء التي يقوم عليها العلم هي "الإحساس" بالمشكلة ، والعبقري يتميز بانه يكتشف المشكلة ويحس بها قبل غيره ..
و كل مبدع حساس .. والحدس هو سيد الابداع ، وليست الآلية العقلية الجامدة .. مثل الكمبيوتر تماما ، ولو كان العقل هو كل شيء ، لكان الكمبيوتر اكبر مبدع .. وهو يستطيع القيام بملايين العمليات العقلية في وقت قصير
يتضايق الناس شعوريا من زحام السيارات مثلا ، او من حوادثها ، فيبدأ العقل بالعمل على شكل قوانين مرور و إشارات و جسور .. إلخ .. محاولا ان يحل المشكلة الشعورية ..
الناس يتالمون من المرض ، ولهذا ظهر علم الطب .. الناس يتألمون من مشقة السفر ، ولهذا ابتكروا عالم المواصلات والاتصالات .. وهكذا ..
اذا الانسان تابع للشعور وليس تابعا للعقل ، هذا هو الاساس .. نعم احيانا نتبع العقل قبل ان نحس ، و ذلك اعتمادا على ان ذلك العقل مبني على الشعور ، فاذا اكتشفنا مخالفته للشعور ، تخلينا عنه و بحثنا عن حل عقلي اخر .. وهذا ينطبق على كل شيء .. من وسيلة مناسبة لطهو الطعام ، إلى ايديولوجية كاملة ..
ولو كان العقل هو الذي تتبعه البشرية ، لما تكرر تخليها وتغييرها له ، بل و معارضة الكثيرين له . فتجد المجتمعين لحل مشكلة الاختناقات المرورية مثلا او اي مشكلة ما ، متفقين على الاساس ، وهو وجود مشكلة ، وتتألم شعوراتهم منها ، لكنهم يختلفون على طريقة المعالجة ..
والدليل على ان الشعور هو الذي يحرك البشرية ، هو تغير الوسائل عبر الحضارات ، و بقاء نفس الحاجات ، كحاجة الامن وحاجة الراحة والبقاء .. إلخ . فالقدماء كانوا يبحثون عن وسائل تساعدهم في شؤون حياتهم ، و إن كانوا لم يعرفوا الكهرباء ولا القطارات ، ولكنهم استعملوا عقولهم لتحل لهم مشكلاتهم ، لكن الحاجة هي الحاجة .. اذا الشعور هو الدافع وهو السباق .. والعلم لم يتوقف يوما من الايام ، بمعنى ان العقل لم يتوقف ..
و بهذا صار لدينا نوعان من التعلم : تعلم قوي ، و تعلم ضعيف ..
التعلم القوي هو الذي بدافع الشعور مباشرة و يتجه إلى العقل ، اي يبدأ من الحاجة .. والتعلم الرديء ، هو ان يبدأ التعلم من العقل إلى الشعور .. على اعتبار ان هذا العقل منطلق من شعور ، وهذا ما هو واقع فيه التعليم الحديث ، اي على التعليم الضعيف ، الذي يحشر دماغ التلميذ بمسائل و قضايا و افتراضات لم تصل اليها حاجاته الشعورية ولا تشغل باله ، في حين يترك ما يشغل باله بلا اهتمام .. مما يضطره إلى الحفظ الابله .. والذي قلما يمسكه الشعور ، لأن الذاكرة مرتبطة بالشعور ..
لاحظ نفسك وأنت تقول : اريد ان افعل شيئا .. ما هو ؟ وكيف افعله ؟ هذا يحصل لنا دائما .. الأول شعور ، والبقية عقل و ذاكرة .. والعقل يعمل من خلال الذاكرة ، و من لا ذاكرة له لا عقل له ، والذكاء عبارة عن السرعة والدقة و سعة تحميل المعلومات والانتقال بها بين الذاكرة و الشعورات ..
والذاكرة يتحكم بها الشعور .. لاحظ في حالة النسيان ، يكون الشخص متأكد انه نسي شيئا ما ، ولكنه لا يعرفه ، و يبدأ بالتفكير والتذكر حتى يتذكر .. إذا فالشعور لا ينسى .. و كل شيء مرتبط بالشعور لا ينسى ، فلا أحد ينسى الاشياء التي يحبها .. حتى فاقدي الذاكرة ، فهو لم يفقد الذاكرة بالصورة التي تشير اليها اللفظة ، وإلا فسوف ينسى كيف ياكل ، و كيف يمشي .. كل المهارات لا يمكن نسيانها .. حتى العزف على البيانو
ليست كل المشاعر صعبة التحديد كما تتصور ، فالمجنون يحدد الكثير من مشاعره ، فيعرف انه جوعان ويعرف انه بردان .. الحيوان ايضا يعرف مثل هذه الاشياء ..
ثم عملية تحديد الشعور ، تحتاج إلى طلب من الشعور يوجَه إلى العقل .. فما الذي يدفعه لأن يحدد شعوره إلا شعوره نفسه و ليس عقله ؟ إذا الشعور هو المحرك للعقل ، والعقل خادم للشعور حتى في تحديد الشعور .. و كيفية ملؤه .. العقل لا يدفع إلى شيء .. بل المشاعر هي التي تدفع ..
إذا الشعور هو الاسبق دائما من العقل . والعقل آلة ، ونحن لا نشغـّل الآلة إلا إذا احتجناها بدافع شعوري ، والشعور هو "طاقة" العقل وبها يعمل ..
تصور الكون بلا وجود الإنسان العاقل الذي يحكم بوجوده وقيمته .. أوليس هو والعدم سواء بسواء ؟ العقل هو الذي يحكم بوجود الأشياء لا الإحساس فالحيوان ظل موجودا لآلاف السنين قبل الإنساس بإحساسه ولكنه لم ينتج علما ولا فلسفة .. ولذا إمتاز الإنسان عن الحيوان بدرجة .. ألا وهي نعمة العقل .
العقل من اين تكون وكيف تكون ؟ كله بدافع الاحساس .. اليست من صفات العبقري شدة و دقة الإحساس ؟ وليست آلية وبرمجية عقلية ؟.. عالم اللغة لا يعني علمه بها ان يكون شاعرا ، مع أنه متمكن منها عقليا .. وياتي شخص مستواه اللغوي عادي ، ولكنه يستطيع ان يحلق في سماء الادب والشعر .. و أولى عمليات الإستقصاء التي يقوم عليها العلم هي "الإحساس" بالمشكلة ، والعبقري يتميز بانه يكتشف المشكلة ويحس بها قبل غيره ..
و كل مبدع حساس .. والحدس هو سيد الابداع ، وليست الآلية العقلية الجامدة .. مثل الكمبيوتر تماما ، ولو كان العقل هو كل شيء ، لكان الكمبيوتر اكبر مبدع .. وهو يستطيع القيام بملايين العمليات العقلية في وقت قصير
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق